مسؤولة أممية تجدد قلقها من مخاطر الإبادة الجماعية في شمال دارفور

5 يونيو / حزيران 2024 (PEN) جددت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمستشارة الخاصة المعنية بمنع الإبادة الجماعية، السيدة أليس وايريمو نديريتو، قلقها العميق إزاء تصاعد العنف في الفاشر، شمال دارفور، وذلك عقب اجتماعها في 3 يونيو مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، السيد رمطان لعمامرة.

ذكرت السيدة نديريتو، في إحاطتها لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 21 مايو، أنها حذرت من مخاطر اندلاع أعمال عنف واسعة النطاق في الفاشر، حيث كان المدنيون يتأثرون بشكل غير متناسب بالهجمات العشوائية. وأضافت: "بعد بضعة أيام فقط، أفادت التقارير أن الأطراف المتحاربة تواصل ارتكاب هجمات متعمدة، من بينها الهجمات على البنية التحتية المدنية الحيوية مثل المرافق الطبية ومخيمات النازحين داخليًا".

أضافت السيدة نديريتو أن الأطراف المتحاربة تواصل التقدم في حملاتها العسكرية، متجاهلة بشكل صارخ النداءات المتعددة لوقف هذا العنف المروع وحماية المدنيين، فضلاً عن تسهيل وصول المساعدات الإنسانية. وأشارت إلى أن نحو 130,000 شخص نزحوا بسبب القتال في الفاشر بين 1 أبريل و31 مايو، مؤكدة أن المدينة محاصرة وتواجه قيودًا شديدة على الوصول إلى المساعدات والخدمات الأساسية، بما في ذلك المياه والغذاء والرعاية الصحية، مما يزيد من خطر المجاعة في أجزاء كثيرة من المدينة.

وأوضحت السيدة نديريتو أن عوامل الخطر والمؤشرات المتعلقة بالإبادة الجماعية والجرائم ذات الصلة موجودة، وأن المخاطر آخذة في الازدياد. وشددت على ضرورة أن تدعو الأطراف المتحاربة إلى حماية جميع السكان المدنيين واحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، وكذلك إعلان جدة للالتزام بحماية المدنيين.

عبرت السيدة نديريتو عن قلقها البالغ إزاء التقارير التي تفيد بوقوع هجمات ذات دوافع عرقية ضد المجتمعات غير العربية في الفاشر والمناطق المحيطة بها، بما في ذلك من قبل قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها. وحذرت من أن العنف يدعو إلى المزيد من العنف، مشيرة إلى تقارير عن هجمات انتقامية تستهدف المدنيين العرب في المنطقة، ومؤكدة على ضرورة وقف العنف الآن للحيلولة دون تدهور النسيج الاجتماعي الهش في المنطقة.

أكدت السيدة نديريتو أن المجتمع الدولي مسؤول عن اتخاذ إجراءات لحماية الشعب السوداني من مخاطر الإبادة الجماعية والجرائم ذات الصلة، داعية المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية وجامعة الدول العربية، إلى اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين السودانيين وتهيئة بيئة مواتية لحل سلمي ودائم للنزاع. ودعت إلى وقف الأعمال العدائية فورًا وبشكل دائم في الفاشر وفي جميع أنحاء السودان، وتعجيل فرص الحوار المتناسق بمشاركة أصوات متنوعة من الشعب السوداني، بما في ذلك المجتمع المدني والنساء والشباب والزعماء التقليديين والدينيين.