مفوض أممي يعرب عن قلقه إزاء التدهور الحاد لأوضاع حقوق الإنسان بالفاشر

26 أبريل/نيسان 2025 (PEN) أعرب فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، عن بالغ قلقه إزاء التدهور الحاد في أوضاع حقوق الإنسان بمدينة الفاشر ومحيطها بولاية شمال دارفور، مع تصاعد هجمات قوات الدعم السريع على المدينة والمخيمات القريبة للنازحين داخلياً.

وأشار تورك إلى أن الأيام الأخيرة شهدت ارتفاعًا مقلقًا في أعداد الضحايا المدنيين، إلى جانب هجمات متكررة على العاملين الإنسانيين وتفشي العنف الجنسي. وأكد أن مكتب حقوق الإنسان وثق مقتل ما لا يقل عن 481 مدنيًا في شمال دارفور منذ 10 أبريل، مع الإشارة إلى أن الأعداد الحقيقية قد تكون أعلى بكثير.

كما أوضح أن العنف المتزايد أسفر عن نزوح مئات الآلاف من المدنيين إلى مناطق مثل تاويلا ودار السلام، وسط أوضاع إنسانية كارثية وقيود خانقة على وصول المساعدات الإنسانية.

وعبّر تورك عن قلقه العميق من عودة الهجمات ذات الدوافع العرقية، محذرًا من تكرار نمط الانتهاكات الذي شهده إقليم دارفور خلال سيطرة قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها على مناطق في غرب دارفور عام 2023.

وأكد المفوض السامي أن شهادات الناجين كشفت عن اختطاف أشخاص من مخيم زمزم للنازحين، وتعرض نساء وفتيات وفتيان للاغتصاب أو الاغتصاب الجماعي سواء داخل المخيمات أو أثناء محاولتهم الفرار من الهجمات، مشيرًا إلى أن مصير العديد ممن لا يزالون محاصرين يظل مجهولًا.

وأضاف أن "الأنظمة الصحية ومصادر المياه تتعرض للاستهداف المتعمد"، مشددًا على أن معاناة الشعب السوداني تفوق الوصف ولا يمكن القبول بها.

وفي ختام بيانه، دعا تورك جميع الأطراف، لا سيما قادة قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، إلى وقف الانتهاكات فورًا، والالتزام بالقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، مطالبًا بتمكين المدنيين من مغادرة الفاشر والمناطق المحيطة بها بأمان، وتوفير الحماية لهم أينما ذهبوا.