منظمات إنسانية: خفض التمويل الأميركي يهدد العمليات الإغاثية في السودان

10 مارس/آذار 2025 (PEN) حذر منتدى المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في السودان من تداعيات خطيرة جراء خفض الولايات المتحدة تمويل المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى أن هذا القرار يهدد حياة الملايين في ظل أزمة إنسانية متفاقمة.

ووفقاً للمنتدى، فقد كانت الجهات الإنسانية بحاجة إلى 2.7 مليار دولار عام 2024 لتلبية الاحتياجات الأساسية لـ 14.7 مليون شخص، إلا أن التمويل الفعلي بلغ 1.8 مليار دولار، ساهمت الولايات المتحدة بنحو 805.7 مليون دولار منه. 

أما في عام 2025، فقد ارتفعت الاحتياجات الإنسانية إلى 4.16 مليار دولار للوصول إلى 20.9 مليون شخص، لكن حتى 9 مارس لم يُمول سوى 6.3% من هذا المبلغ، حيث أُوقف معظم التزامات الولايات المتحدة.

وأكد المنتدى أن "إنهاء هذه المنح بشكل جماعي في 26 فبراير، قبل ساعات من صدور أمر قضائي باستئناف التمويل، أدى إلى تأثير غير مسبوق على العمليات الإنسانية". 

وأوضح أن أكثر من نصف المنظمات غير الحكومية الدولية والمستجيبين المحليين يعتمدون على التمويل الأمريكي، مما يجعل استمرار عملهم شبه مستحيل.

وأشار المنتدى إلى أن تأثير خفض التمويل سيكون كارثياً، خاصة مع تأكيد وجود مجاعة في خمس مناطق سودانية مرشحة للتوسع خلال الأشهر المقبلة، ما قد يؤدي إلى تفاقم معاناة السكان. 

كما أكد أن توقف شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة وفقدان تمويل مبادرات جمع البيانات الأساسية سيعيق متابعة الأزمة الإنسانية وإطلاق التحذيرات المبكرة.

ومع استمرار الصراع، تشهد العمليات الإنسانية صعوبات متزايدة، حيث اضطرت منظمة أطباء بلا حدود وبرنامج الأغذية العالمي إلى الانسحاب من مناطق في شمال دارفور، مما يعكس التحديات التي تواجهها المنظمات العاملة في السودان. 

وحذر المنتدى من أن اقتراب موسم الأمطار سيزيد من تعقيد إيصال المساعدات، مؤكداً الحاجة إلى إبقاء جميع مصادر التمويل مفتوحة لإنقاذ الأرواح.

وفي ظل خفض التمويل بنسبة لا تقل عن 45%، دعا المنتدى إلى تعزيز التعاون بين الجهات الإنسانية، وضمان إيصال المساعدات بأسرع الطرق وأكثرها فاعلية، وحثّ الشركاء الدوليين على توجيه التمويل المتبقي للمستجيبين المحليين لتعويض الفجوات الناجمة عن التخفيضات الأخيرة. 

كما شدد على ضرورة التواصل الواضح مع السلطات المحلية والشركاء والمستفيدين حول هذه التخفيضات لتجنب تفاقم الأزمة.

وفي ختام بيانه، دعا المنتدى الحكومات، والمؤسسات، والجمعيات الخيرية، والشبكات الدينية، والقطاع الخاص إلى إيجاد حلول إبداعية لسد الفجوة التمويلية، مؤكداً أن المبادئ الإنسانية يجب أن تبقى في صميم الاستجابة الدولية خلال هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها السودان.