منظمة إنقاذ الطفولة تحذر من أسوأ أزمة غذائية في السودان

1 أغسطس/آب 2024 (PEN) قالت منظمة إنقاذ الطفولة إن عدد الأطفال في السودان الذين يسعون للعلاج من سوء التغذية الحاد الوخيم قد ارتفع إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تعاني العيادات من اكتظاظ شديد. وأضافت المنظمة أن خبراء عالميين في مجال الأمن الغذائي قد حذروا من أن أجزاء من البلاد تمر بأسوأ مرحلة ممكنة من الجوع.

وذكرت منظمة إنقاذ الطفولة أن مدير الصحة والتغذية في المنظمة بولاية جنوب كردفان الجنوبية الوسطى قال إن عدد الأطفال دون سن الخامسة الذين تم قبولهم لعلاج سوء التغذية الحاد (SAM) في يونيو وحده بلغ 99% من العبء المتوقع للحالات هذا العام. وأوضحت أن حالات سوء التغذية الحاد قد زادت أربعة أضعاف تقريباً بين يونيو 2023 ويونيو 2024، وفقاً لبيانات جديدة.

وقالت المنظمة إن أحدث تقرير صادر عن لجنة مراجعة المجاعة للتصنيف المتكامل لمرحلة الأمن الغذائي (IPC) قد أشار إلى تزايد حدة أزمة الغذاء في البلاد. وأكدت أن أكثر من 15 شهراً من الصراع قد أسفرت عن مقتل وإصابة الآلاف من الأطفال، كما أدت إلى عمالة الأطفال وتدمير الرعاية الصحية والتعليم، بالإضافة إلى إحداث أسوأ أزمة نزوح للأطفال في العالم، حيث أجبر 6.7 مليون طفل على ترك منازلهم.

وأفادت المنظمة بأن النازحين يعانون من إغراق المرافق الصحية، ويظهرون وهم يتضورون جوعاً ومرضى ومنهكين. وبحسب موظفي المنظمة، فإن هناك زيادة في حالات مثل التهابات الجهاز التنفسي الحادة (ARI)، والتي يمكن أن تسببها وتتفاقم بسبب سوء التغذية.

وأضافت منظمة إنقاذ الطفولة أن الأطفال في جنوب كردفان يعانون من ظروف قاسية، حيث ينامون في أغطية بلاستيكية دون فرش أو أسرة، ويواجهون أمراضاً مزمنة وارتفاع تكاليف الأدوية والغذاء. وقال منير، مدير الصحة والتغذية في المنظمة، إن عمالة الأطفال متفشية حيث تضطر الأسر إلى اتخاذ تدابير يائسة للحصول على أي طعام ممكن للبقاء على قيد الحياة، مع قضاء الأطفال في أعمال شاقة.

وأشارت المنظمة إلى أن عدد الأشخاص الذين يلتمسون العلاج في المرافق الصحية التابعة لها في وسط دارفور قد تضاعف تقريباً حتى يونيو 2024. وقال الدكتور عارف نور، المدير القطري لمنظمة إنقاذ الطفولة في السودان، إن الوقت ينفد لإبقاء الأطفال على قيد الحياة، حيث فشلت الأطراف المتنازعة وأولئك الذين لديهم نفوذ دولي في وضع حد للقتال مراراً وتكراراً.

وقالت المنظمة إن تحليلها لبيانات التصنيف المرحلي للأمن الغذائي قد أظهر أن 16.4 مليون طفل، أي ما يقرب من ثلاثة من كل أربعة أطفال، يعانون من مستويات "أزمة" أو "طارئة" أو "كارثة" من الجوع. وأضافت أن الاستجابة الإنسانية للسودان تعاني من نقص كبير في التمويل، حيث يساهم المانحون بنسبة 32.3% فقط من خطة استجابة الأمم المتحدة البالغة قيمتها 2.7 مليار دولار.

ودعت منظمة إنقاذ الطفولة إلى وقف فوري لإطلاق النار وإحراز تقدم ملموس نحو التوصل إلى اتفاق سلام دائم. كما أكدت على ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق إلى المدنيين، وحماية البنية التحتية الحيوية للنظم الغذائية، والتدخل الفوري من المجتمع الدولي لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية للسودان بالكامل لإنقاذ حياة الأطفال.