هيومن رايتس ووتش: استمرار الفظائع في السودان يفاقم الأزمة الإنسانية

21يونيو/حزيران 2024 (PEN) أعربت منظمة هيومن رايتس ووتش، خلال الحوار التفاعلي بشأن التحديث الشفوي للبعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في السودان ضمن الدورة 56 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، عن قلقها البالغ إزاء استمرار الفظائع المرتكبة من قبل جميع أطراف النزاع في السودان.

وأشارت المنظمة إلى شهادات شهود عيان في الفاشر، حيث تتعرض الأحياء المدنية للقصف والهجمات على المرافق الصحية، مما أسفر عن مقتل وإصابة مئات المدنيين. وأكد تحليل صور الأقمار الصناعية حدوث حرق مستهدف للأحياء السكنية وزيادة في عدد المقابر المجاورة. ونقلت المنظمة عن متطوع محلي قوله: "قد لا نتمكن من تحمل تكلفة وجبة في اليوم"، في إشارة إلى الصعوبات التي تواجهها العائلات المتبقية في المدينة.

وفي الجنينة، وثقت هيومن رايتس ووتش جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ضمن حملة التطهير العرقي التي تشنها قوات الدعم السريع ضد المساليت وغيرهم من السكان غير العرب. وأشارت إلى أن الغارات الجوية للقوات المسلحة السودانية تسببت في مقتل وجرح مدنيين وإلحاق أضرار جسيمة بالمستشفيات والبنى التحتية الحيوية.

وأكدت المنظمة أن المدنيين يعانون من الجوع نتيجة لعرقلة إيصال المساعدات والخدمات الأساسية من قبل القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وأوضحت أن الفشل العالمي في محاسبة المسؤولين عن جرائم مماثلة قبل عقدين من الزمن يشجع الجناة على تكرارها.

ودعت هيومن رايتس ووتش إلى ضرورة إجراء تحقيقات دولية مستقلة في الانتهاكات المرتكبة من قبل جميع الأطراف لضمان المساءلة، مؤكدة على أهمية ولاية بعثة تقصي الحقائق. وناشدت جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة دعم البعثة واتخاذ تدابير عاجلة لحماية المدنيين من الفظائع.

كما طالبت المنظمة بمحاسبة الأطراف المتورطة في الانتهاكات وتنفيذ قرار مجلس الأمن 2736 (2024)، الذي أعرب عن قلقه إزاء التقارير المستمرة عن انتهاكات القانون الإنساني الدولي وانتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك حالات العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي.