أطباء بلا حدود : وضع يائس يعيشه الفارون من مخيم زمزم للنازحين

19 أبريل/نيسان 2025 (PEN) في أعقاب الهجوم الواسع الذي شنّته قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور، أكدت منظمة "أطباء بلا حدود" أن أكثر من 25 ألف شخص فروا إلى منطقة طويلة المجاورة في أيام معدودة، في ظروف وصفتها بـ"القاتلة"، إذ يعاني الناجون من العطش الشديد والجوع والإصابات البالغة.

وبحسب ماريون رامستين، منسقة مشروع "أطباء بلا حدود" في طويلة، فإن الفرق الطبية استقبلت أطفالاً "كانوا يحتضرون حرفيًا من العطش"، في حين وصل أكثر من 170 مصابًا بطلقات نارية أو شظايا، 40% منهم من النساء والفتيات,

وأضافت رامستين أن "العديد من الجرحى تُركوا خلفهم، ولم يتمكنوا من الوصول إلى طويلة".

وتأتي هذه التطورات بعد اقتحام الدعم السريع لمخيم زمزم، الذي كان يأوي نحو نصف مليون نازح، حيث أُفيد أن المقاتلين داهموا المنازل وأطلقوا النار على من بداخلها، وأحرقوا أجزاءً واسعة من المخيم، وفقًا لما نقله الناجون إلى فرق المنظمة. 

وتشير تقديرات ميدانية للمنظمة إلى مقتل مئات المدنيين خلال الهجوم، بينهم 11 موظفًا من منظمة "ريليف إنترناشونال".

ودعت المنظمة، على لسان رئيس بعثتها في السودان راسماني كابوري، إلى "إطلاق عمليات إسقاط جوي فوري للغذاء والدواء إلى الفاشر" في حال استمرار إغلاق الطرق، محذرًا من أن نحو مليون شخص باتوا محاصرين في المدينة بلا إمدادات، في ظل خطر المجاعة والانهيار الصحي.

وقال كابوري: "نحن بحاجة إلى استجابة إنسانية واسعة النطاق، وبشكل عاجل أكثر من أي وقت مضى"، مشددًا على ضرورة الضغط الدولي لضمان حماية المدنيين وتسهيل الفرار الآمن لمن يرغب في مغادرة مناطق النزاع.

وبحسب بيان "أطباء بلا حدود"، فإن فرقها تعمل على توسيع تدخلاتها الطبية والغذائية في طويلة، لكنها تواجه تحديات بسبب الطاقة الاستيعابية المحدودة.

كما ناشدت المجتمع الدولي عدم الاستسلام لـ"الفشل الجماعي" في إيصال المساعدات إلى المناطق الأشد احتياجًا في السودان.