تيدروس: تراجع الاهتمام العالمي بالصراع السوداني يهدد حياة الملايين

14 أبريل / نيسان 2024 (PEN) أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن الأزمة الإنسانية في السودان لا تزال حرجة ومؤلمة، على الرغم من تراجع الاهتمام العالمي بهذا الصراع. وأضاف أن نصف سكان السودان، أي نحو 25 مليون نسمة، بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بينما نزح أكثر من 8.6 مليون شخص داخليًا أو إلى البلدان المجاورة، وبعضهم هُجر عدة مرات.

وبيّن غيبريسوس أن نحو 18 مليون شخص في السودان يواجهون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، مع وجود خمسة ملايين سوداني على حافة المجاعة. كما يُعاني واحد من كل سبعة أطفال دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد.

وأشار إلى أن البنية التحتية للرعاية الصحية في السودان على وشك الانهيار، خاصة في المناطق النائية، حيث تم تدمير العديد من المرافق الصحية أو نهبها، بالإضافة إلى نقص الأدوية والإمدادات الطبية. واليوم، يعمل 30% فقط من المرافق الصحية في البلاد، وبقدرة محدودة.

ولفت إلى أن الأزمة الإنسانية لا تقتصر على السودان فقط، إذ تستضيف تشاد حوالي 40% من جميع اللاجئين السودانيين في المنطقة، ما يشكل ضغطًا إضافيًا على النظام الصحي الهش في البلاد.

وأوضح تيدروس أن منظمة الصحة العالمية وشركاؤها حافظوا على وجود قوي في الميدان طوال الأزمة، مضيفًا أن المنظمة قدمت المساعدات لحوالي 2.5 مليون شخص، واستفاد 3.3 مليون شخص من خدمات العيادات المتنقلة، كما تلقى 433 ألف لاجئ سوداني العلاج في شرق تشاد.

وأضاف أن جهود المنظمة الأخيرة، بالتعاون مع شركائها، أدت إلى انخفاض حالات الكوليرا وحمى الضنك والملاريا، إذ استفاد 4.5 مليون شخص من لقاح الكوليرا، وتم تطعيم 5.7 مليون شخص ضد الحصبة والحصبة الألمانية.

ومع هذا التقدم، أكد غيبريسوس على ضرورة توفير موارد إضافية لمواصلة إنقاذ الأرواح وتعزيز الصحة العامة. ودعا المؤتمر الإنساني الدولي للسودان وجيرانه إلى التركيز على ثلاث أولويات: توفير الوصول السريع للمساعدات الإنسانية عبر الحدود، احترام جميع الأطراف القوانين الإنسانية الدولية، وتقديم دعم أكبر من الجهات المانحة لمنظمة الصحة العالمية.

واختتم غيبريسوس بالإشارة إلى أن الوقت يمر بسرعة، وأن عدم وضع حد للقتال وضمان الوصول السريع لتقديم المساعدات الإنسانية قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة في السودان، مع تأثير محتمل على المنطقة بأكملها.