منظمات دولية تدين تصاعد العنف في شمال دارفور وتطالب بتدخل فوري

18 فبراير/شباط 2025 (PEN) أدانت المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في السودان تصاعد العنف في شمال دارفور، محذرةً من أن الاستهداف المتعمد للمدنيين ومخيمات النازحين، مثل زمزم وأبو شوك، والحصار المفروض على الفاشر، قد حول المنطقة إلى "مصيدة موت" لأكثر من مليون شخص، وفقًا لبيان صادر عن هذه المنظمات.

وأكد البيان أن الوضع الإنساني كارثي، حيث تعرض مخيم زمزم، الذي يقطنه نحو مليون نازح، ومخيم أبو شوك، للتدمير جراء القصف المدفعي المكثف. 

وأظهرت صور الأقمار الصناعية أن أكثر من نصف السوق الرئيسي في مخيم زمزم تم تدميره عمداً، مما أدى إلى تفاقم أزمة الإمدادات الغذائية في المخيم، الذي يعاني بالفعل من المجاعة.

وأضافت المنظمات أن المدنيين الفارين من العنف يتعرضون للهجمات على طول طرق الإخلاء، مما يجعل محاولاتهم للنجاة بمثابة "حكم بالإعدام"، فيما يواجه الناجون أوضاعًا مأساوية من الفقر. 

كما أفادت التقارير بمقتل عاملين في مجال الإغاثة في مخيم زمزم خلال أقل من عشرة أيام، وسط تهديد مستمر للمستجيبين المحليين.

وأشار البيان إلى تعرض آخر مستشفى عامل في الفاشر للقصف عدة مرات، مما أدى إلى تعطيل الرعاية الطبية الحيوية. 

كما أدى الحصار المستمر على الفاشر إلى انقطاع الإمدادات الأساسية من غذاء ووقود ومياه، حيث حذر المستجيبون المحليون من أن المطابخ الجماعية، التي تعد المصدر الوحيد للغذاء للنازحين، باتت على وشك الانهيار بسبب الهجمات ونقص التمويل.

ودعت المنظمات الدولية إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف الهجمات العشوائية على المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المرافق الإنسانية والمستشفيات، مطالبةً جميع أطراف النزاع بسحب الأصول العسكرية من المناطق المدنية لحماية الأرواح والخدمات الأساسية. 

كما شددت على ضرورة ضمان مرور آمن للمدنيين الفارين من مخيم زمزم والفاشر، ومنع استهدافهم أو تعرضهم لانتهاكات مثل الاعتقالات أو العنف أو النهب.

وأكدت المنظمات أن المجتمع الدولي مطالب بوضع حماية المدنيين في صدارة المناقشات الدولية واتخاذ إجراءات ملموسة لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، مشددةً على ضرورة ضمان سلامة العاملين في مجال الإغاثة والتزام أطراف النزاع بحماية عمليات إيصال المساعدات الإنسانية.