الولايات المتحدة تدعو إلى تمديد فتح معبر أدري وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية الغارديان البريطانية: نقص التمويل يهدد حياة اللاجئين السودانيين في تشاد محامو الطوارئ: جرائم الدعم السريع في ولاية الجزيرة لا تسقط بالتقادم مصر تجدد موقفها بشأن الأزمة السودانيةفي ذكرى ثورة أكتوبر.. حمدوك يدعو لحل سياسي شامل لإنقاذ السودان
Live Date and Time

Hamdok expresses his optimism about the possibility of holding a meeting soon between the commanders of the army and the Rapid Support, under the auspices of the African Union

8يوليو / تموز 2024 (PEN) في حوار خاص مع صحيفة "الشرق الأوسط"، أعرب عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء السوداني السابق ورئيس "تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية" (تقدم)، عن تفاؤله بإمكانية عقد لقاء قريب يجمع بين قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، وذلك عبر آلية اللجنة الرئاسية التي شكلها الاتحاد الأفريقي برئاسة الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني.

و أكد حمدوك لـ"الشرق الأوسط" أن تشكيل اللجنة الرئاسية من قبل مجلس السلم والأمن الأفريقي في يونيو الماضي، هو خطوة في الاتجاه الصحيح، موضحًا أن هذه اللجنة التي تضم رؤساء دول، توفر آلية لم تكن موجودة من قبل لجمع طرفي النزاع. وأشار إلى أن هذه الآلية تتمتع بقدرة على التأثير على الطرفين، وأعرب عن أمله في أن تحقق هدف وقف الحرب قريباً.

وفي حديثه عن مؤتمر القاهرة، وصف حمدوك الحدث بأنه "الأول منذ بدء الأزمة الذي جمع هذا الكم من الأطراف السياسية السودانية"، موضحًا أن المؤتمر ناقش آليات وقف إطلاق النار، سواء بشكل مؤقت أو مستدام. وأضاف أن المؤتمر أتاح فرصة للقوى السياسية للتوافق على المبادئ العامة للعملية السياسية، مؤكدًا قناعته بأن الحل العسكري غير ممكن وأن الحل الوحيد هو التفاوض السياسي.

وأشار حمدوك خلال الحوار إلى أن السودان يواجه "أكبر كارثة إنسانية في العالم"، مع تهديد 25 مليون شخص بالمجاعة، وأكد أن "الموت جوعاً أكثر من الرصاص". ولفت إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في عدم القدرة على الوصول للمتضررين من الحرب، داعيًا إلى توصيل المساعدات عبر الحدود المختلفة للسودان.

ووصف حمدوك الدمار الذي خلفته الحرب بـ"الدمار الشامل" الذي تجاوز التصور والخيال، مشيرًا إلى فقدان أكثر من 100 ألف شخص، وتدمير البنية التحتية والموارد الخاصة والممتلكات. وأكد أن فقدان الكوادر المدربة في جميع المجالات يعد من الآثار الكارثية للحرب، وأن تعويضها سيكون صعبًا، مشيرًا إلى الحاجة إلى إعادة بناء الدولة بعد انتهاء الحرب.

كما تحدث حمدوك عن الوضع الإنساني الصعب للفارين من الحرب، مشيرًا إلى وجود 10 ملايين نازح داخل السودان، ونحو مليوني لاجئ في دول الجوار، معبّرًا عن تقدير أن مصر وحدها استقبلت نحو مليون لاجئ. وذكر أن الفارين من الحرب يواجهون ظروفًا قاسية من انعدام السكن والخدمات الأساسية من الغذاء والدواء.

و حول فرص استئناف مسار جدة لوقف الحرب، أكد حمدوك أن هناك إمكانية لاستئناف التفاوض بمسار جدة، مشيرًا إلى ترحيب تنسيقية "تقدم" بهذا المسار، ورؤيتها لإمكانية تكامله مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى، مثل مسار الاتحاد الأفريقي والإيغاد. وأكد البيان الختامي لمؤتمر القوى السياسية السودانية في القاهرة على الالتزام بإعلان جدة، والعمل على تطويره لمواكبة مستجدات الحرب.

وعن أسباب عدم استجابة طرفي النزاع، أبدى حمدوك عدم معرفته بالأسباب وراء عدم اكتمال تنفيذ بنود اتفاق جدة، مبينًا أن المسار كان ناجحًا في تطبيق فترات قصيرة لوقف النار في بداية الحرب، وأن تعقيدات الأزمة نفسها تشكل تحديًا.

كما أكد حمدوك على انفتاح "تنسيقية تقدم" مع باقي القوى السياسية، مشيرًا إلى أن المؤتمر التأسيسي قدم رؤية للحل السياسي ومعالجة القضايا الإنسانية 

ووقف الحرب، وأضاف أن التنسيقية تسعى لأن تكون أكبر تجمع يضم قوى مدنية وسياسية ولجان مقاومة وتنظيمات مهنية ونقابية وكفاحًا مسلحًا. وأوضح أن التنسيقية لا تدعي تمثيل السودان، بل تسعى للعمل مع جميع الفاعلين، دون شروط محددة، على أن تكون الأولوية للتعامل مع من يعمل على وقف الحرب واستعادة الانتقال الديمقراطي.

و فيما يتعلق بانتخابات السودان، أوضح حمدوك أن "تقدم" غير مُشكلة لخوض الانتخابات، مؤكدًا أن الأولوية هي وقف الكارثة في السودان. ورفض تشكيل حكومة جديدة في ظل الحرب، مشيرًا إلى أن الحديث عن تشكيل حكومة يجب أن يتوقف حتى تتوقف الحرب. وأكد أنه لا يفكر في العودة لرئاسة الحكومة، وأن ما يشغله حالياً هو إيقاف الحرب، مع ترك موضوع رئاسة الحكومة لاختيار الشعب السوداني.

و شدد حمدوك خلال حواره مع صحيفة "الشرق الأوسط" على ضرورة أن يكون الحل الشامل للأزمة السودانية عبر حوار يضم جميع القوى السياسية والمدنية، مؤكداً أن هناك العديد من السودانيين المؤهلين لقيادة الحكومة بعد انتهاء الحرب، مع التركيز على إعادة بناء الدولة وتأمين الاستقرار والسلام في البلاد.

Comments
* The email will not be published on the website.