مفوض أممي يصف الوضع في الفاشر بالمروع ويطالب الدعم السريع بوقف حصار المدينة

21 ديسمبر/كانون الأول 2024 (PEN) أفادت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن الحصار المستمر والأعمال العدائية المكثفة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 782 مدنياً وإصابة أكثر من 1143 آخرين. 

وأكد تقرير المفوضية أن آلاف المدنيين ما زالوا محاصرين في المدينة دون ممرات آمنة، ويواجهون مخاطر الموت أو الإصابة بسبب الهجمات العشوائية من جميع أطراف النزاع.

ووصف المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الوضع في الفاشر بأنه "مروع"، داعياً قوات الدعم السريع إلى إنهاء الحصار فوراً. 

كما طالب تورك جميع الأطراف المتنازعة بالامتثال للقانون الدولي، ووقف الهجمات على المدنيين والمنشآت المدنية.

وأشار التقرير إلى استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان، مما يثير مخاوف من انتهاكات جسيمة لمبدأ الحيطة وحظر الهجمات العشوائية. 

واستند التقرير إلى مقابلات مع 52 ناجياً فروا من المدينة، أكدوا وقوع قصف مكثف وغارات جوية متكررة واستهداف مناطق سكنية من قبل القوات المتنازعة.

وأوضحت المفوضية أنه في يونيو الماضي، شهدت الفاشر تصعيداً كبيراً في القتال، إذ تعرضت المنازل والأسواق للهجمات والنهب، ما أدى إلى مقتل عشرات المدنيين. 

كما وثق التقرير استهدافاً متكرراً للمنشآت الصحية، من بينها مستشفى الولادة السعودي الذي تعرض للقصف المتكرر من قبل قوات الدعم السريع، وارتفاعاً في حالات العنف الجنسي منذ بدء الحصار وفقا للمفوضية.

وقالت المفوضية إن مخيم زمزم للنازحين جنوب الفاشر تعرض للقصف ست مرات، مما أسفر عن مقتل 15 شخصاً على الأقل. 

وأعرب التقرير عن قلقه إزاء الوجود العسكري المكثف في المخيمات وتعبئة المقاتلين على أسس قبلية، ما يشير إلى احتمالية تصعيد الأعمال القتالية.

وحذر فولكر تورك من أن أي هجوم واسع النطاق على مخيم زمزم أو مدينة الفاشر قد يؤدي إلى كارثة إنسانية، مضيفاً أن الظروف في المدينة قد تصل إلى مستوى المجاعة. 

ودعا تورك إلى جهود دولية عاجلة لمنع مثل هذه الكارثة، وحث الأطراف المتنازعة على تبني مسار الوساطة لإنهاء الأعمال العدائية.