مجلس الأمن الدولي يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف في السودان مدير أطباء بلا حدود: الأزمة الإنسانية في السودان "كارثية" منظمات دولية تحذر من تفاقم أزمة اللاجئين السودانيين في تشاد أمين عام الأمم المتحدة يدين الهجوم على المستشفى السعودي في الفاشرالجنائية الدولية تطالب بتسليم الهاربين منها وعلى رأسهم "البشير"
Live Date and Time

الأمم المتحدة تحذر من تفاقم "الكارثة" في السودان

12 أبريل/نيسان 2025 (PEN) حذرت الأمم المتحدة من تفاقم الكارثة الإنسانية في السودان مع اقتراب الصراع من نهاية عامه الثاني، وسط تصاعد خطر المجاعة والنقص الحاد في تمويل جهود الإغاثة.

وقالت كليمنتاين نكويتا - سلامي، منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، في مقابلة مع أخبار الأمم المتحدة، إن "الوضع يائس"، ودعت المجتمع الدولي إلى عدم نسيان السودان وملايين المدنيين الذين يواجهون ظروفًا بالغة الصعوبة.

ووفقًا لنكويتا - سلامي، أدى النزاع الدائر منذ 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى نزوح أكثر من 12 مليون شخص، ما يجعلها أسوأ أزمة نزوح في العالم. وأضافت أن "الوضع الإنساني كارثي"، مشيرة إلى أن تقديم المساعدات لا يزال دون المستوى المطلوب بعد عامين من الحرب.

وتسعى الأمم المتحدة وشركاؤها هذا العام إلى جمع 4.2 مليار دولار لتقديم الدعم لنحو 30 مليون شخص، إلا أن الاستجابة لا تزال محدودة. وأكدت المسؤولة الأممية أن بعض المانحين أبلغوا مكتبها بنيّتهم تقليص التمويل، مما يزيد من صعوبة تلبية الاحتياجات العاجلة.

ورغم استمرار العنف والقيود على الوصول، قالت نكويتا - سلامي إن العاملين الإنسانيين يواصلون تقديم المساعدات الحيوية "بكل الوسائل الممكنة"، إلا أن الوصول إلى جميع المناطق المتأثرة لا يزال تحديًا كبيرًا.

وأشارت إلى أن مدينة الفاشر في دارفور لا تزال محاصرة منذ أشهر، ويواجه سكانها "قصفًا يوميًا وتشريدًا وتدهورًا متسارعًا في الأوضاع الإنسانية". كما عبّرت عن قلق بالغ إزاء تأكيد المجاعة في مخيم زمزم المجاور للفاشر، واصفة الوضع فيه بـ"الكارثي"، في ظل نقص شديد في الغذاء والماء والدواء.
وتم تأكيد وقوع المجاعة في زمزم لأول مرة في أغسطس 2023، ثم أُعيد تأكيدها في ديسمبر من نفس العام، بحسب الأمم المتحدة.

وأوضحت نكويتا - سلامي أن مناطق أخرى مثل الخرطوم، وكردفان، والنيل الأزرق، معرضة أيضًا لخطر المجاعة، مؤكدة أن الوقت ينفد لمنع انتشارها. 

وشددت على أن غياب الحل السياسي لا يجب أن يعرقل العمل الإنساني، قائلة: "نواصل المضي قدمًا في الاستجابة الإنسانية رغم عدم وجود وقف لإطلاق النار".

وفي ظل انتشار العنف القائم على النوع الاجتماعي وهشاشة أوضاع الأطفال، أكدت المسؤولة الأممية على ضرورة اتخاذ تدابير حماية عاجلة، مطالبة باحترام القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.

كما لفتت إلى أن الوصول الإنساني لا يزال يمثل إحدى أكبر العقبات، مشددة على أهمية الحفاظ على قنوات الإمداد، والتوصل إلى اتفاقات مع جميع الجماعات المسلحة لضمان توصيل المساعدات بسرعة إلى المناطق المتضررة.

وأكدت نكويتا - سلامي أن الأمم المتحدة لا تعمل بمفردها، بل بالتعاون مع منظمات دولية وشبكة وطنية من الجمعيات، من بينها منظمات تقودها نساء، ووصفت هؤلاء العاملين بأنهم "في الخطوط الأمامية".

ورغم التهديدات الأمنية والخسائر البشرية، لا يزال العاملون الإنسانيون ملتزمين بالوصول إلى المحتاجين، حسب قولها، مضيفة: "لكن الثمن كان فادحًا، وعدد الضحايا من العاملين في المجال الإنساني غير مقبول".

وفي ختام رسالتها، ناشدت نكويتا - سلامي المجتمع الدولي لبذل جهد هائل، وتقديم الدعم المالي العاجل، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية عبر التنسيق مع كافة الأطراف المسلحة.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.