منظمة دولية تدعو إلى تحرك عاجل لوقف الهجمات على معسكر زمزم للنازحين

12 أبريل/نيسان 2025 (PEN) دعت منظمة هيومن رايتس ووتش القادة العالميين إلى التحرك الفوري لوقف ما وصفته بـ"الهجمات الجديدة" التي تشنها قوات الدعم السريع على معسكر زمزم للنازحين قرب مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، والذي يؤوي نحو نصف مليون نازح فرّوا من العنف في الإقليم.

وقالت ليتيتيا بادِر، مديرة قسم القرن الإفريقي في المنظمة، إن "قوات الدعم السريع تفرض منذ مايو 2024 حصارًا على الفاشر ومحيطها، وتقوم بقصف مناطق مأهولة بالسكان، بينما لم تتخذ القوات المسلحة السودانية وحلفاؤها الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين".

وأشارت بادِر إلى أن مئات المدنيين الفارين من المعسكر وصلوا خلال الأيام الأخيرة إلى مدينة طويلة، التي تبعد نحو 60 كيلومترًا غرب زمزم، وهم في حالة إنسانية مزرية، يفتقرون إلى الغذاء والماء والمأوى.

وكانت قوات الدعم السريع قد شنت في فبراير الماضي هجومًا على معسكر زمزم أدى إلى تدمير البنية التحتية المدنية، حسب المنظمة، التي أضافت أن الهجمات الأخيرة دفعت منظمات إغاثة دولية، من بينها أطباء بلا حدود وبرنامج الغذاء العالمي، إلى تعليق خدماتها، ما يزيد من معاناة المدنيين الذين يعانون من المجاعة.

كما لفتت هيومن رايتس ووتش إلى مؤشرات مقلقة تنذر بهجوم وشيك واسع النطاق، بعد ظهور تسجيل مصور لنائب قائد قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو وهو يحشد القوات قرب الفاشر. وأكدت تقارير محلية أن قصفًا استهدف معسكر أبو شوك في 10 أبريل الجاري وأسفر عن مقتل أكثر من عشرة أشخاص، بينهم أطفال.

وأعادت المنظمة التذكير بتجربة مشابهة حدثت أواخر عام 2023 في مدينة الجنينة، عندما سبقت مؤشرات مشابهة هجومًا واسعًا على حي أردماتا، وانتهى الأمر بوقوع مجزرة بحق المدنيين من قبيلة المساليت.

وأوضحت بادِر أن مجلس الأمن الدولي كان قد أصدر قرارًا في يونيو 2024 يدين حصار الدعم السريع للفاشر، ويدعو لحماية المدنيين وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية، غير أن القوات لم تلتزم بتلك المطالب.

واختتمت مديرة قسم القرن الإفريقي في هيومن رايتس ووتش تصريحاتها بالتحذير من العواقب الوخيمة لهجوم موسع على معسكر زمزم، مشددة على ضرورة انعقاد مجلس الأمن الدولي لبحث فرض عقوبات على المسؤولين عن الانتهاكات، وإدانة الدول التي تدعم الأطراف المنتهكة لحظر الأسلحة المفروض من الأمم المتحدة.