مجلس الأمن الدولي يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف في السودان مدير أطباء بلا حدود: الأزمة الإنسانية في السودان "كارثية" منظمات دولية تحذر من تفاقم أزمة اللاجئين السودانيين في تشاد أمين عام الأمم المتحدة يدين الهجوم على المستشفى السعودي في الفاشرالجنائية الدولية تطالب بتسليم الهاربين منها وعلى رأسهم "البشير"
Live Date and Time

مفوضية أممية تؤكد أن السودان يشهد واحدة من أشد أزمات النزوح تدميراً في العالم

11أبريل/نيسان 2025 (PEN) حذّرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن السودان يواجه إحدى أشد أزمات النزوح تدميراً على مستوى العالم، في وقت يعاني فيه العمل الإنساني من أسوأ وضع تمويلي منذ عقود، وذلك بعد مرور عامين على اندلاع الصراع المسلح في البلاد.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية، أولغا سارادو مور، خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم في قصر الأمم بجنيف، إن "الصراع الوحشي في السودان تسبب في معاناة هائلة، ومزّق العائلات، وأفقد الملايين الأمل، وهدد الاستقرار الإقليمي"، مضيفة أن "الاحتياجات الإنسانية الآن أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى".

وبحسب المفوضية، فرّ نحو 13 مليون شخص من منازلهم داخل السودان وخارجه، من بينهم نحو 4 ملايين لاجئ عبروا الحدود إلى دول الجوار، أبرزها مصر، جنوب السودان، تشاد، وليبيا، بالإضافة إلى دول أبعد مثل أوغندا، حيث يستمر النزوح بوتيرة متصاعدة.

وأكدت مور أن العديد من الوافدين الجدد أفادوا بتعرضهم لـ"عنف جنسي ممنهج، وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وشهد بعضهم مجازر جماعية"، مشيرة إلى أن الأطفال يشكلون نصف عدد الفارين، وبينهم آلاف الأطفال غير المصحوبين بذويهم.

وأشارت المتحدثة إلى أن السودان بات حالياً الدولة الإفريقية التي تضم أكبر عدد من مواطنيها كلاجئين، موضحة أن التوقف الأخير للقتال في الخرطوم أتاح إيصال المساعدات للنازحين، إلا أن أعداد العائدين إلى الخرطوم وأم درمان وود مدني تظل ضئيلة مقارنة بالملايين الذين لا يزالون نازحين.

وأضافت أن الدمار الواسع في البنية التحتية والخدمات الأساسية يعقّد من جهود إعادة الإعمار، في وقت تم فيه تمويل الاستجابة الإقليمية بنسبة تقل عن 10%، ما يُعجز عن تلبية أبسط الاحتياجات الأساسية للاجئين.

وأوضحت مور أن النقص الحاد في التمويل أدى إلى قرارات صعبة على الأرض، مثل تقليص الوصول للمياه النظيفة لأكثر من نصف مليون نازح داخل السودان، ما يزيد من خطر تفشي الكوليرا والأمراض المنقولة عبر المياه.

وفي جنوب السودان وتشاد، يواجه أكثر من 280,000 لاجئ ظروفاً قاسية في مراكز عبور مزدحمة تفتقر إلى المأوى والرعاية الصحية. وفي أوغندا، أدى تزايد الوافدين من السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية إلى أزمة اكتظاظ في المدارس، مما يهدد جودة التعليم ويزيد من مخاطر زواج القاصرات وتشغيل الأطفال.

وأكدت مور أن "اللاجئين في مختلف البلدان المستضيفة يفتقدون للمساحات الآمنة والدعم النفسي والاجتماعي، بعد إغلاق عدد من البرامج الحيوية بسبب نقص التمويل"، مضيفة أن "غياب السلام، ونقص المساعدات، وقلة الفرص في دول اللجوء تدفع المزيد من الناس إلى البحث عن الأمان في الخارج".

وقالت مور إن أكثر من 70 ألف لاجئ سوداني وصلوا إلى أوغندا، بينما ارتفعت نسبة السودانيين الواصلين إلى أوروبا بنسبة 38% خلال أول شهرين من عام 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

واختتمت المتحدثة باسم المفوضية بدعوة عاجلة إلى دعم المجتمعات المستضيفة بالتمويل التنموي، ومساعدة العائدين على إعادة بناء حياتهم، مشددة على أن "الحل السياسي لتحقيق السلام في السودان بات ضرورة ملحّة أكثر من أي وقت مضى".

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.